طالب سكان مناطق العابد، البويهي، اولاد عبد السلام ومنطقة مسيون جنوب غرب دائرة سيدي الجيلالي الواقعة على بعد 110 كلم جنوب غرب تلمسان من السلطات العليا للبلاد التدخل العاجل لإنقاذهم من خطر مادة الأميونت المنبعثة من بقايا «لاديك» منجم العابد بالجزائر ومنجم لاجيكو الواقع بمنطقة سيدي بوبكر جنوب وجدة بالمغرب، والمحاذي للتجمعات السكانية، ولا يبعد عنها سوى بعض الأمتار.
وأشار السكان في رسالة إلى وزيرة البيئة يطالبونها بالتدخل العاجل لوقف هذه الكارثة التي يزيد عمرها عن 50 سنة، والتي أهلكت الحرث والنسل وتسبّبت في إصابة ما يزيد عن 50 بالمائة من السكان بأمراض مختلفة، والتي تسبّبها ذرات هذه المادة السامة التي تنبعث من ركام بقايا المصنعين مع أولى نسمات الرياح أو التي تجرفها الأمطار، ما ينجم عنه إصابات بأمراض العيون، الأمراض الصدرية (السيليكوز) بالإضافة إلى أمراض ضيق التنفس والأمراض الجلدية والحساسية.
من جانب آخر قضت هذه المادة على الإنتاج الفلاحي بهذه المنطقة، حيث تتسبّب هذه المادة في إحراق النبات وإضعاف الأشجار المثمرة ما أصبح يهدّد بتصحر المنطقة وهجرة أهلها هربا من خطر الموت بهذه المادة التي تنبعث من مواقع واقعة بالتراب الوطني وأخرى بالتراب المغربي، والتي يستوجب نقلها أو ردمها لتفادي أي ارتفاع جديد لأمراض هذا الخطر، خاصة بعدما وصلت تأثيراتها إلى غاية المياه الجوفية التي كشفت التحاليل أنها غير صالحة للشرب، ولا السقي بفعل احتوائها على مكونات خطيرة لا تصلح للشرب ولا للغسيل، ولا للسقي بحكم احتوائها على مواد صلبة وأخرى مشعة.
وأشارت رسالة السكان التي تلقّت «الشعب» نسخة منه أنّ الخطر يتضاعف من سنة إلى أخرى، وعدد الضحايا يرتفع وأغلبهم من فقراء الموالين أو الفلاحين الذين لا يملكون قوت يومهم، فما بالك بمصاريف العلاج، خاصة في ظل غياب أي تكفل صحي بالمنطقة التي تغيب فيها أدنى العيادات بفعل تأخر أشغال العيادة المتعددة الخدمات بالبويهي، الأمر الذي يستوجب التدخل للحماية قبل تفاقم الخطر وارتفاع عدد الضحايا الذي يزيد من سنة لأخرى.